إسرائيل تمنع سفينة مساعدات تقل غريتا ثونبرغ من الوصول إلى غزة
إسرائيل تمنع سفينة مساعدات تقل غريتا ثونبرغ من الوصول إلى غزة
أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الأحد، بمنع سفينة مساعدات إنسانية تقل ناشطين، من بينهم السويدية غريتا ثونبرغ، من الوصول إلى قطاع غزة، الذي يعاني دمارًا هائلًا جراء الحرب المتواصلة منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وأصدر كاتس بيانًا وصف فيه الناشطين بأنهم "أبواق دعاية لحماس"، موجهًا تحذيرًا واضحًا بقوله: "أعطيت تعليماتي للجيش بمنع السفينة مادلين من بلوغ غزة. لغريتا المعادية للسامية ورفاقها، أقول بوضوح: عودوا أدراجكم لأنكم لن تصلوا إلى غزة"، وفق وكالة "فرانس برس".
وجاءت هذه التصريحات بعدما أعلن تحالف أسطول الحرية، الجهة المنظمة للرحلة، أن السفينة المحملة بالمساعدات الإنسانية وعلى متنها 12 ناشطًا دوليًا، قد وصلت إلى المياه الإقليمية قبالة السواحل المصرية، في طريقها إلى غزة.
إيصال مساعدات إنسانية
وأبحرت السفينة، التي ترفع علم السويد، من جزيرة صقلية الإيطالية يوم الأحد، في مهمة تهدف إلى إيصال مساعدات إنسانية عاجلة وكسر الحصار البحري الإسرائيلي المفروض على غزة منذ عام 2007.
وذكر منظمو الرحلة أنهم يهدفون أيضًا إلى تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في القطاع، الذي تقول الأمم المتحدة إن جميع سكانه البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة مهددون بالمجاعة.
وشدد كاتس على أن إسرائيل "لن تسمح لأي جهة بكسر الحصار البحري المفروض على غزة"، مبررًا ذلك بأنه "إجراء أمني ضروري لمنع تهريب الأسلحة إلى حركة حماس"، التي صنفتها إسرائيل كمنظمة إرهابية، وتتهمها بارتكاب جرائم حرب واحتجاز رهائن.
وأضاف الوزير: "سنتحرك ضد أي محاولة لكسر الحصار أو لتقديم دعم، بحريًا أو جويًا أو بريًا، إلى المنظمات الإرهابية".
خلفية عن أسطول الحرية
ويُعد أسطول الحرية حركة دولية تأسست عام 2010، وتُعرف بأنها تتبنى العمل اللاعنفي ضد الحصار الإسرائيلي على غزة.
وتعرضت إحدى سفن هذا الأسطول، "مافي مرمرة"، لهجوم من القوات الإسرائيلية عام 2010، ما أسفر عن مقتل عشرة نشطاء أتراك، وتسبب حينها في أزمة دبلوماسية بين تركيا وإسرائيل.
وتأتي محاولة "أسطول الحرية" الجديدة في وقت تزداد فيه الكارثة الإنسانية في غزة، إذ تشير وزارة الصحة في القطاع، التابعة لحماس، إلى أن عدد القتلى منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023 تجاوز 54,772 شخصًا، معظمهم من المدنيين، بينما جُرح أكثر من 78 ألفًا.
وفي المقابل، تؤكد إسرائيل أن عمليتها العسكرية تهدف إلى "القضاء على حماس" ردًا على الهجوم المفاجئ الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1,218 شخصًا داخل إسرائيل، أغلبهم من المدنيين، وخطف 251 شخصًا لا يزال 55 منهم محتجزين في غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي، الذي أشار إلى وفاة 31 رهينة على الأقل.
مواقف دولية وانتقادات
ويأتي التصعيد الإسرائيلي ضد السفينة الإنسانية وسط تصاعد الضغوط الدولية على تل أبيب للسماح بدخول المساعدات إلى القطاع، خاصة في ظل انهيار شبه كامل للبنية الصحية والخدمات الأساسية، وتزايد حالات الوفاة جراء الجوع وسوء التغذية.
وتُعد غريتا ثونبرغ، المعروفة عالميًا بنشاطها في مجال أزمة المناخ، من أبرز الأصوات الأوروبية التي تبنت قضية الشعب الفلسطيني خلال الحرب الأخيرة، وسبق أن اتهمت الحكومات الغربية بـ"التواطؤ في جرائم الحرب من خلال دعمها لإسرائيل".
ويشير مراقبون إلى أن منع السفينة سيعيد إلى الأذهان صور الصدامات السابقة بين الناشطين وقوات البحرية الإسرائيلية، في وقت تتزايد فيه الانتقادات الحقوقية لسياسة الحصار البحري المفروضة على غزة.
ويُتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى تصاعد التوتر الدبلوماسي بين إسرائيل وعدة دول أوروبية، خاصة في حال تعرّض النشطاء على متن السفينة لأي أذى خلال اعتراضهم في عرض البحر.